للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الطبري: في قوله {ذَرْهُمْ} [الحجر: ٣] الآية يعني: ذر المشركين يا محمد يأكلوا في هذِه الدنيا، ويتمتعوا من لذاتها وشهواتها إلى أجلهم الذي أجلت لهم، ويلههم الأمل عن الأخذ بحظهم من الطاعة فيها، وتزودهم لمعادهم منها بما يقربهم من ربهم، فسوف يعلمون غدًا إذا وردوا عليه وقد هلكوا بكفرهم بالله حين يعاينون عذابه؛ أنهم كانوا في تمتعهم بلذات الدنيا في خراب وتباب (١).

فصل:

روينا له مثالًا آخر من طريق أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ إلى أبي هريرة الصيرفي، حدثنا حرمي، عن عمارة، عن علي بن أبي علي الرفاعي، ثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعوادًا فغرز عودًا بين يديه، وآخر إلى جنبه، وأما الثالث فأبعده، فقال: "هل تدرون ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: "هذا الإنسان، وهذا الأجل، وهذا الأمل يتعاطاه ابن آدم يختلجه الأجل دون الأمل" (٢).

فصل:

روينا في كتاب أبي الليث السمرقندي، قال - عليه السلام -: "صلاح أول هذِه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك أخرها بالبخل والأمل" (٣)، ثم قال: من قصر أمله أكرمه الله بأربع كرامات:


(١) "تفسير الطبري" ٧/ ٤٩٢.
(٢) رواه أحمد ٣/ ١٧، وابن المبارك في "الزهد والرقائق" (٢٥٤).
(٣) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" ٧/ ٣٤٥، ٤٢٧، ٤٢٨، بلفظ: "صلح أمر هذِه الأمة .. "، وبلفظ: "صلاح .. ".

<<  <  ج: ص:  >  >>