للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال قتادة: مائة رطل. وقال مجاهد: سبعون ألف دينار. وقال عطاء: سبعة آلاف دينار. وقال معاذ: هو ألف ومائتا أوقية. وقيل: مائة وعشرون رطلًا. وقيل: سكة النور ذهبا.

وأخبر الفاروق بما لا يكاد ينجو منه أحد، وكان من الزهاد، وقيل لبعضهم: من أزهد عمر أو أويس؟، قال: عمر؛ لأنه قدر فزهد.

وقوله: ("اليد العليا خير من اليد السفلى") ليس على عمومه، وقد استطعم موسى والخضر أهل قرية، وقال - عليه السلام - في لحم بريرة: "هو عليها صدقة ولنا هدية" (١).

وهذا الباب هو في معنى الذي قبله، يدل على أن فتنة المال والغنى مخوفة على من فتحه الله عليه لتزيين الله تعالى له ولشهوات الدنيا في نفوس عباده، فلا سبيل لهم (إلى) (٢) نقفته إلا بعون الله عليه؛ ولهذا قال عمر - رضي الله عنه - ما قال، ثم دعا أن يعينه على إنفاقه في حقه، فمن أخذ المال من حقه ووضعه في حقه فقد سلم من فتنته وحصل على ثوابه، وهذا معنى قوله: "فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه"، وفي قوله أيضًا: "ومن أخذه بطيب نفس" تنبيه لأمته على الرضا بما قسم لهم.

وفي قوله: "ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه" إلى آخره: ذم الحرص والشره إلى الاستكثار، ألا ترى أنه شبه فاعل ذلك بالبهائم التي تأكل ولا تشبع؟ وهذا غاية الذم له؛ لأن الله وصف الكفار بأنهم يأكلون كما تأكل الأنعام، يعني أنهم لا يشبعون كهم؛


(١) سلف برقم (١٤٩٥) كتاب الزكاة، باب إذا تحولت الصدقة، ورواه مسلم (١٥٠٤) كتاب العتق، باب إنما الولاء لمن أعتق.
(٢) في الأصل: في. والمثبت من (ص ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>