للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

(معنى حديث أبي سعيد سلف في الزكاة (١)، وحديث المغيرة سلف في قيامه - عليه السلام -) (٢).

ومعنى ("يستعف") لا يلحف في المسألة، كذا شرحه ابن التين. وقال ابن بطال: مَنْ يعفه الله يستعفف، وكذا: من نصره الله ينصر ومن يغنه الله يستغن، وهذا مثل قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥)} الآية، [الليل: ٥]، وبين صحة هذا قوله تعالى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: ١١٨] فلولا ما سبق في علمه أنه قضى لهم بالتوبة ما تابوا، وكذلك في العفة والغنى والصبر، لولا ما سبق في علمه أنهم ممن يقع ذلك منهم ما قدروا على شيء من ذلك بفعلهم، يبين ذلك قوله - عليه السلام -: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" (٣). وهذا حجة في أن أفعال العباد خلق الله تعالى.

وقوله: ("يعفه الله") أي: يرزقه ما يعفه إما المال أو القناعة.

وقوله: (ترم)، يقال: ورم يرم بالكسر فيهما وهو شاذ مثل: يئس. قال الأصمعي: يقال يئس ييئس، وحسب يحسب، ونعم ينعم بالكسر فيهن. وقال أبو زيد: علياء مضر يكسرون العين فيهن وسفلاها يفتحونها. وقال سيبويه، هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين بمعنى، يئس ييأس، وياءس يئس لغتان، ثم ركب منهما، وأما: ورم يرم، وومق يمق و (نفق ينفق) (٤)، (وولى يلي) (٥)، وورث يرث فلا يجوز فيهن إلا الكسر لغة واحدة.


(١) سلف برقم (١٤٦٩).
(٢) من (ص ٢). والحديث سلف برقم (١١٣٠).
(٣) سلف برقم (٤٩٤٩)، ورواه مسلم (٢٦٤٧/ ٧).
(٤) في (ص ٢): (وفق يفق).
(٥) من (ص ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>