للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى ابن المبارك من حديث شهر بن حوشب قال: حَدَّثَني ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم، وزيد في سعتها كذا وكذا، وجمع الخلائق في صعيد واحد، ثم ذكر قبض السماوات على أهلها (١).

وفي رواية ابن السائب عن أبي صالح عنه، وسئل عن هذِه الآية فقال: يزاد فيها وينقص منها، وتذهب آكامها وجبالها وأوديتها وشجرها وما فيها، وتمد مد الأديم العكاظي، أرض بيضاء مثل البيضة، لم يسفك عليها دم حرام، ولم يعمل عليها خطيئة، والسماوات يذهب شمسها، وقمرها، ونجومها (٢). وقد يقال: السماوات مستأنفة لا يبدل منها شيء، (ويقال: تبدل) (٣) فتذهب، وتجعل سماء أخرى غيرها.

قال القرطبي: وهذا مروي في "الصحيح" (٤).

وإليه ذهب ابن برجان في كتاب "الإرشاد" له، وأن المؤمن يطعم يومئذٍ من بين رجليه، ويشرب من الحوض، وهذِه أقوال الصحابة والتابعين دالة على ما ذكرنا، وروى أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تبدل الأرض غير الأرض: فيبسطها ويمدها مدَّ الأديم" (٥)، ذكره الثعلبي في "تفسيره".


(١) "الزهد" (٣٥٣).
(٢) رواه البيهقي في "البعث والنشور" كما في "الدر المنثور" ٤/ ١٦٨، ولم أقف عليه في المطبوع من "البعث والنشور".
(٣) من (ص ٢).
(٤) "القرطبي" ٩/ ٣٨٣.
(٥) جزء من حديث الصور رواه الطبراني في "الأحاديث الطوال" ص ٩٦ (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>