للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نباتًا، وإنما أخبر - عليه السلام - عن سرعة نباتهم. وقال الداودي: هذا مثل ضربه للذي يغتسل عند خروجه من جهنم، فيزول عنه السفع، ويصير ضامرًا ذابلًا مصفرًا، فإذا دخل يأت إليه.

وقوله: (أو قال: "في حمئة السيل") هو الطين الأسود المنتن، كذا ذكره الخطابي (١). قال (ابن التين) (٢). والذي رويناه: "حِمة" بكسر الحاء غير مهموز، ومعناه مثل معنى حميل، وفي رواية أخرى: "حمية": بفتح الحاء وتشديد الياء، أي: معظم جريه واشتداده.

الحديث الرابع عشر:

حديث النُّعْمَان - رضي الله عنه -، سمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِن أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ في أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ".

وفي رواية: "على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم".

روي هذا من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق عنه. والأول من حديث شعبة، عن أبي إسحاق عنه.

وأخرجه (مسلم) (٣) أيضًا من حديث شعبة به بلفظ: "لرجل" إلى قوله: "دماغه". ومن حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أهون أهل النار عذابًا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كلما يغلي المرجل ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا، وإنه لأهونهم عذابًا" (٤).


(١) "أعلام الحديث" ٣/ ٢٢٧٣.
(٢) في الأصل: (ابن المنير). ولعل المثبت هو الصواب.
(٣) من (ص ٢).
(٤) مسلم (٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>