للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مقدماته) (١)، كما عهد الذي لم يعمل خيرًا قط أن يحرق ويذرى، فكانت خاتمة سوء عمله خشيةً -أدركته (لربه) (٢) - تلاقاه الله بها، فغفر له (سوء عمله) (٣) طول عمره، هذا فعل من لا تضره الذنوب، ولا تنفعه العبادة، وإنما تنفع وتضر المكتسب لها الدائم عليها إلى أن يموت. نبه على ذَلِكَ المهلب (٤).

وفي قوله: "العمل بالخواتيم" حجة قاطعة على أهل القدر في قولهم: إن الإنسان يملك أمر نفسه، ويختار لها الخير والشر. فمهما اتهموا اختيار الإنسان لأعماله الشهوانية واللذيذة عنده، فلا يتهمونه باختيار القتل لنفسه، إذ هو أوجع الآلام، وأن الذي طيب عنده ذَلِكَ غير اختياره، والذي يسره له، دون جبره عليه ولا مغالب له، هو قدر الله السابق في علمه، والختم من حكمه.

فصل:

قوله: (يدعي الإسلام)، أي: تلفظ به.

وقوله: (كثرت به الجراح فأثبتته)، أي: صرعته صرعًا لا يقدر معه على القيام.

وقوله: (فاشتد رجال)، أي: أسرعوا في السير إليه، لا جرم قال في الحديث الثاني: فأقبل الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسرعًا.

وقوله: (فأهوى بيده إلى كنانته وانتزع منها سهمًا فانتحر به)، وذكر في الحديث الثاني: فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حَتَّى خرج من كتفيه)،


(١) من (ص ٢).
(٢) من (ص ٢).
(٣) في الأصل: سواء علمه، والمثبت من ابن بطال، والسياق يقتضيه.
(٤) انظر: "شرح ابن بطال" ١٠/ ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>