للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمي النظر والمنطق، وما سلف زنا؛ لأنها دواع إليه، والسبب قد يسمى باسم المسبب مجازًا أو اتساعًا لما بينهما من التعلق، غير أن زنا العين، واليدين مؤاخذ به من اجتنب الزنا بفرجه؛ لأنه كذب زنا جوارحه بترك الزنا بفرجه، فاستخف زنا عينيه، ولسانه، وقلبه؛ لأن ذَلِكَ من اللمم الذي يغفر باجتناب الكبائر. وزنا الفرج من أكبر الكبائر، فمن فعله فقد صدق زنا عينيه، ولسانه، وقلبه، فيؤاخذ بإثم ذَلِكَ كله.

و ("ومحالة") بفتح الميم أي: لابد.

وقوله: ("والنفس تمنى وتشتهي") دليل على أن فعل العبد ما نهاه الله عنه مع تقدم تقديره له تعالى عليه، وسابق علمه بفعله، باختيار منه وإيثار، وليس بمجبر عليه، ولا مضطر إلى فعله. وعلى هذا علق العقاب والثواب، فسقط قول جهم بالإجبار، بنص قوله - عليه السلام -: "والنفس تمنى وثشتهي"؛ لأن المجبر مكره فقط (مضطر) (١)، وهو (بخلاف المشتهي، والمتمني) (٢).

وقوله: ("والفرج يصدق ذَلِكَ ويكذبه ") يعني: إذا قدر على الزنا، فيما كان فيه النظر والتمني، فإن زنا صدَّق ذَلِكَ، وأضيف بعضهم إلى بعض، فإن امتنع وخاف ربه كتب له حسنة، وقد سلف ذَلِكَ واضحًا.

فائدة:

منصور بن النعمان هو الربعي، البكري اليشكري أبو حفص البصري سكنها، ثم مرو، ثم سكن بخارى، ذكره ابن أبي حاتم في "جرحه


(١) من (ص ٢).
(٢) في الأصل: كاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>