للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو لا تعرفه؟ قال: بل أعرفه. قال: ما الظلم؟ قال: أن يأخذ الرجل ما ليس له. قال: فمن أخذ ما له ظلم؟ قال: لا، قال إياس: فإن لله -عَزَّ وَجَلَّ- فعل كل شيء (١).

وقآل عمران بن حصين لأبي الأسود الديلي: لو عذب الله أهل السموات والأرض لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته وسع لهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبًا ما تقبل مني حَتَّى تؤمن بالقدر خيره وشره.

وروي مثل ذَلِكَ عن ابن مسعود، وأبي بن كعب، وسعد بن أبي وقاص، وزيد بن ثابت - رضي الله عنهم - (٢).

وقال زيد: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه قال: "ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرًا من أعمالهم" (٣).

فصل:

وموافقة الحديث للترجمة، وهو قوله - عليه السلام -: لعمر: "إن يكن هو فلا تطيقه" إلى آخره، يعني أنه: إن كان الدجال قد سبق في علم الله خروجه، وإضلاله للناس، فلن يقدرك خالقك على قتل من سبق في علمه أنه يخرج، ويضل الناس، إذ لو أقدرك على ذَلِكَ لكان فيه انقلاب علمه، والله تعالى عن ذَلِكَ.


(١) "الشريعة" ٢/ ٨٩٢ (٤٧٨).
(٢) انظر: "مسند الإمام أحمد" ٥/ ١٨٢، ١٨٥، ١٨٩، و"سنن أبي داود" (٤٦٩٩)، و"ابن ماجة" (٧٧)، "شرح أصول الاعتقاد" للالكائي، باب قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}.
(٣) "الشريعة" ٢/ ٨٤٦ - ٨٤٩ (٤٢٣)، (٤٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>