سابعها: قوله: لسعيد بن زيد (ليقولن العشية مقالة لم يقلها) أراد به أن ينبهه ليحضر فهمه لذلك، وأما إنكار سعيد عليه فلعلمه باستقرار الأمور من السنن والفرائض عندهم.
وقوله:(فمن عقلها ووعاها فليحدث بها) يعني: على حسب ما وعى وعقل.
وفيه: الحض لأهل الفهم والضبط للعلم على تبليغه ونشره، وفي قوله:(ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب عليَّ) النهي لأهل التقصير والجهل عن الحديث بما لا يعلمونه، ولا ضبطوه.
وقوله قبل ذلك:(فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة). يقال: جاء في عقب الشهر، وعلى عقبه. بفتح العين وكسر الباء إذا جاء وقد بقي منه بقية، ويقال: جاء في عقب الشهر، وفي عقبه .. بضم العين وإسكان القاف إذا جاء بعد تمامه.
وقوله بعده:(فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس).
فيه: دلالة لمن قال: إن الساعات المذكورة في قوله: "من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب … "(١) كذا إلى آخره. أن ذلك في الساعة السابعة، وهو وجه عندنا وقول مالك، والأصح عندنا: إنها من أول النهار، وبه قال ابن حبيب منهم.
وقوله لسعيد بن زيد:(ليقولن العشية مقالة). أراد أن ينبهه ليحضر فهمه على ما يقوله: لعلمه باستقرار الأمور من الفرائض والسنن.