للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنه سمي رجب؛ لأنه كان يعظم، ومنه الحديث: "ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان" (١)، وأضاف رجبًا إلى مضر؛ لأنهم كانوا يعظمونه خلاف غيرهم كأنهم اختصوا، ومنه سمي رجب وقد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك؛ لئلا يترقى إليها، ومن الترجيب أن يعمد بخشبة ذات شعبتين، والرجبية من النخل فنسبوه إليها.

قال الشاعر:

فليست بسنهاء ولارجبية … ولكن عرايًا في السنين الجوائح

بسنهاء وزنه مفاعيل لكنه مكفوف، وكأنه أراد به مشرف معظم في قومه (٢) ويدفع الجماعة به، وإنما صغرهما فقال: عُذيق وجُذَيل على وجه المدح، وإنما وصفهما بالكرم.

السادس عشر: وقول عمر لأبي بكر - رضي الله عنهما -: أبسط يدك لأبايعك، وإجابة أبي بكر له بعد أن قال: (قد رضيت لكم أحد هذين)، دليل على أنه لم يحل له أن يتخلف عما قدمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدليل من الصلاة، وهي عمدة الإسلام، وقوله للمرأة: "إن لم تجديني فأتي أبا بكر" (٣).

فإن قلت: كيف جاز له أن يجعل الأمر في أحدهما وقد علم بالدليل الواضح استخلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له؟


(١) سلف برقم (٤٤٠٦) من حديث أبي بكرة.
(٢) في (ص ١): قوله.
(٣) سلف برقم (٣٦٥٩) كتاب فضائل الصحابة، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لو كنت متخذًا خليلاً". ولمسلم برقم (٢٣٨٦) كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق.

<<  <  ج: ص:  >  >>