للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمراد بقوله: ("فليس منا") أي: ليس بكامل الإيمان، ولا قائم بجميع شرائطه.

الحديث التاسع:

حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -: "إِذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا .. " الحديث.

وقد سلف في الإيمان في باب: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} سندًا ومتنًا (١). وقلَّ أن يقع له مثل ذلك، وقد سلف في كتاب الإيمان معنى قوله: "القاتل والمقتول في النار" وإنما خرج على الترهيب والتغليظ في قتل المؤمن، فجعلهما في النار؛ لأنهما فعلا في تقاتلهما ما يئول بهما إلى النار إن أنفذ الله عليهما وعيده، والله تعالى في وعيده بالخيار عند أهل السنة. ويأتي أيضًا في كتاب الفتن بقية الكلام فيه. وقيل: المراد: من قاتل بغير تأويل على عداوة أو عصبية، وأن من قاتل باغيًا فقتل، فلا يدخل في هذا الوعيد؛ لأنه مأمور بالذب عن نفسه.

وقوله: ("إنه كان حريصًا على قتل صاحبه") احتج به القاضي أبو بكر بن الطيب، أن من هم بمعصية ووطن عليها وعزم ما قوي في اعتقاده وعزمه، فكذلك هذا جعله مأثومًا بالحرص على القتل، وتأوله غيره على القتل على أنه إنما استوجب العقوبة بالفعل وهو التقاؤهما وتقاتلهما، وعليه كثير من الفقهاء والمحدثين.

واحتجوا بقوله - عليه السلام -: "من هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه" (٢)، وقال القاضي: معناه أنه لم يوطن نفسه على فعلها.


(١) برقم (٣١).
(٢) سلف برقم (٦٤٩١)، ورواه مسلم (١٣١) من حديث ابن عباس.
ورواه مسلم (١٢٩، ١٣٠) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>