للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المضمضة وغسل الوجه، وبعضهم رأى الترتيب في المفروض دون المسنون كما سلف، وهو مذهب مالك.

واختلف أصحاب مالك في الترتيب في الوضوء على ثلاثة أقوال: الوجوب، والندب -وهو المشهور عندهم-، والاستحباب.

ومذهب الشافعية وجوبه، وخالف المزني فقال: لا يجب، واختاره ابن المنذر والبندنيجي (١)، وحكاه البغوي عن أكثر العلماء، وحكاه الدزماري (٢) قولًا عن القديم وعزاه إلى صاحب "التقريب". قَالَ إمام الحرمين: لم ينقل أحد قط أنه - صلى الله عليه وسلم - نكس وضوءه فاطرد الكتاب والسنة على وجوب الترتيب (٣).


(١) هو الحافظ مفيد بغداد أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجي ثم البغدادي الأزجي المعدل، أخو المحدث تميم. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وسمع من ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وأبي محمد بن المادح وكتب العالي والنازل، وبالغ من غير إتقان. روى عنه ابن الدُّبيثي، وابن النجار، والزكي البرزالي، وآخرون. وله عناية بالأسماء، ونظرٌ في العربية، وكان فصيحًا طيب القراءة. مات شيخًا في رمضان سنة خمس عشرة وستمائة.
انظر ترجمته في: "التكملة لوفيات النقلة" ٢/ ٤٤٢ - ٤٤٣ (١٦٢٢)، "سير أعلام النبلاء" ٢٢/ ٦٤ - ٦٥ (٤٨)، "الوافي بالوفيات" ٦/ ٢٢٤ - ٢٢٥ (٢٦٩٢)، "شذرات الذهب" ٥/ ٦٢.
(٢) أحمد بن كشاسب بن علي بن أحمد الإمام كمال الدين أبو العباس الدزماري، الفقيه الشافعي كان فقيهًا صالحًا، كثير الحج والخير، له من المؤلفات: "النكت على التنبيه"، "الفروق". توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
انظر ترجمته في: "الوافي بالوفيات" ٧/ ٢٩٩، "طبقات الشافعية، للإسنوي ١/ ٣١٥ - ٣١٦ (٢٨٩)، "معجم المؤلفين" ٢/ ٣١.
(٣) انظر: "مختصر اختلاف العلماء" ١/ ١٥٣، "الإفصاح" ١/ ١٠٥ - ١٠٦، "عيون المجالس" ١/ ١١١ - ١١٢، "التحقيق" ١/ ٢٧١ - ٢٨٠، "البيان" ١/ ١٣٥ - ١٣٦، "المغني" ١/ ١٨٩ - ١٩٠، "الذخيرة" ١/ ٢٧٨ - ٢٨٥.