وقال بعضهم معناه: أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة؛ لأنها جزء باقٍ (منها)(١). وسيأتي بعد أبسط من هذا.
فصل:
قال الداودي: وفي الخبر دليل أن رؤيا الأنبياء كالوحي في اليقظة ليست جزءًا من هذا العدد، وقد تصدق رؤيا الكافر قال تعالى:{إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ}[يوسف: ٤٣]، وقال الفتيان:{أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا}[يوسف: ٣٦].
فصل:
قوله في الباب بعده: إذا رأى ما يكره فإنما هي من الشيطان، يريد: أنها تنسب إلى الشيطان؛ لأنها من هواه كقوله تعالى:{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}[الكهف: ٦٣] والكل من عند الله هو الفاعل، وفي آخره:"فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره". ذكر بعد في باب الحلم من الشيطان:"فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره"، وفي لفظ:"فلينفت عن يساره ثلاثًا"، وفي مسلم:"فليبصق عن يساره ثلاًثا وليستعذ وليتحول عن جنبه الذي كان عليه"، وفي أخرى:"فليقم فليصل". وسيأتي في البخاري أيضًا، وفي أخرى ذكرها الداودي:"يقرأ آية الكرسي"، فجعل الله تعالى في التعوذ والبصاق سببًا لدفع مكرهها، كما جعل في الدعاء والرقى سببًا لدفع مكروه الداء، والتحول كأنه من باب التفاؤل من باب تغيير الحال.
فصل:
الآية التي صدر البخاري بها الباب، قال مجاهد: رأى - عليه السلام - كأنه