للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روضة من رياض الجنة" (١). وقوله: "ارتعوا في رياض الجنة". يعني: حلق الذكر (٢).

وقوله: "القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار" (٣). وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كتاب العلم؛ لقولهم: الكتب رياض الحكماء، والعمود دال على كل ما يعتمد عليه كالقرآن والسنن والفقه في الدين، وعلى الفقيه والحاكم والوالد والسيد والزوج والزوجة والمال، ومكان العمود وصفات المنام يستدل على تأويل الأمر وحقيقة التعبير، وكذلك العروة والإِسلام والتوحيد، وهي العروة الوثقى. قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: ٢٥٦]، فأخبر الشارع أن ابن سلام يموت على الإيمان، كما في هذِه الرؤيا؛ من شواهد ذلك حكم له الصحابة بالجنة بحكم الشارع بموته على الإسلام. وقال الداودي: قالوا؛ لأنه كان بدريًّا (٤).


(١) رواه أحمد ٣/ ٦٤ من حديث أبي سعيد الخدري، بهذا اللفظ، وسلف برقم (١١٩٥) كتاب: فضل الصلاة، باب: فضل ما بين القبر والمنبر من حديث عبد الله ابن زيد المازني بلفظ: "ما بين بيتي ومنبري .. ". قال الحافظ في "الفتح" ٤/ ١٠٠: قوله: "ما بين بيتي ومنبري .. " كذا للأكثر، ووقع في رواية ابن عساكر وحده: "قبري"، وهو خطأ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "التوسل والوسيلة" ص ١٢٠: الثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما بين بيتي .. " هذا هو الثابت في "الصحيح"، ولكن بعضهم رواه بالمعنى، فقال: "قبري" وهو - صلى الله عليه وسلم - حين قال هذا لم يكن قد قبر بعد، ولهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة، إنما تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصًّا في محل النزاع. اهـ.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) قطعة من حديث رواه الترمذي (٢٤٦٠)، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (١٢٣١).
(٤) ورد بهامش الأصل: فيه نظر، لم يكن بدريًّا فيما أعلم. [قلت: وقد ساق الحافظ =

<<  <  ج: ص:  >  >>