للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الحديث في معنى قوله - عليه السلام -: "بعثت أنا والساعة كهاتين". وأشار بإصبعه السبابة والتي تليها (١).

وقد روى النضر بن شميل، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -رفعه: "ويل للعرب من شرٍ قد اقترب موتوا إن استطعتم" (٢). وهذا غاية في التحذير من الفتن، والخوض فيها حين يجعل الموت خيرًا من مباشرتها، وكذلك أخبر في حديث أسامة بوقوع الفتن خلال بيوتهم؛ ليتوقفوا ولا يخوضوا فيها ويتأهبوا لنزولها بالصبر، ويسألوا الله العصمة منها والنجاة من شرها، وقد سلف في أول كتاب الفتن، كيف يهلك الصالحون؛ وقد سلف تفسير الخبر هناك.

فصل:

قوله: (وعقد سفيان تسعين أو مائة) كذا هنا، وفي رواية: (وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها)، وفي لفظ: (عقد سفيان بيده عشرة). وفي حديث أبي هريرة: (وعقد وهيب بيده تسعين). وفيها مخالفة؛

لأن عقد التسعين أضيق من العشرة.

قال عياض: لعله متقدم فزاد هذا الفتح ييده في القدر. قال: أو يكون المراد التقريب بالتمثيل لا حقيقة التحديد (٣). وقال الداودي في رواية سفيان: يعني جعل طرف السبابة من وسط الإبهام، وليس كما ذكر، وقد علم من مقالة أهل العلم بالحساب أن صفة عقد التسعين أن يثني السبابة حتى يعود طرفها عند أصلها من الكف ويغلق عليه الإبهام.


(١) سلف برقم (٤٩٣٦) كتاب: التفسير.
(٢) رواه من طريقه الحاكم في "المستدرك ٤/ ٤٣٩ - ٤٤٠، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
(٣) "إكمال المعلم" ٨/ ٤١٢ - ٤١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>