للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تفتن النفوس في الدنيا رقيقها وغليظها، وحذرهن التعري يوم القيامة منها ومن العمل الصالح، وحضهن بهذا القول أن يقدمن ما فتح الله عليهن من تلك الخزائن للآخرة، وليوم يحشر الناس فيه عراة، فلا يكسى إلا الأول فالأول في الطاعة والصدقة والإنفاق في سبيل الله، فمن أراد أن يسبق إلى الكسوة فليقدمها لآخرته ولا يذهب طيباته في الدنيا، وليرفعها إلى يوم الحاجة.

فصل:

وقوله: ("من يوقظ صواحب الحجرات") ندب بعض خدمه لذلك كما قال يوم الخندق: "من يأتيني بخبر القوم" (١)؛ فلذلك قال: من سهل عليه في الليل أن يدور على أزواجه فيوقظهن للصلاة والاستعاذة بالله مما أراه من الفتن النازلة كي يوافقن الوقت المرجو فيه الإجابة، فأخبرنا أن حين نزول البلاء (ينبغي) (٢) الفزع إلى الصلاة والدعاء فيرجى كشفه، لقوله تعالى {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} الآية [الأنعام: ٤٣].

فصل:

هذا كله والذي قبله في الباب الماضي من أعلام النبوة، وقد رأينا هذِه الأشراط عيانا، وأدركناها فقد نقص العلم لا بل قد ذهب، وظهر الجهل لا بل كثر وفشا، وألقي الشح في القلوب، وعَمَّتِ الفتن، وكثر القتل، والنساء كاسيات عاريات.


(١) سلف برقم (٢٨٤٦) كتاب الجهاد والسير، باب فضل الطليعة.
(٢) ساقطة من الأصل، والمثبت من "شرح ابن بطال"١٠/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>