للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال بعضهم لابن (حبناء) (١):

سَبَقتَ الرِجالَ الباهِشينَ إِلى العُلا … كسبق الجواد اصطاد قبل الطوارد

وهذا البيت عزاه الطبري للنابغة (٢).

وقال الأزهري: هو للمغيرة بن حبناء وليس في ديوان المغيرة بن حبناء (٣) فكأن الصواب ما قاله الطبري، ولفظه عنده (إلى الندى) (٤) بدل (العلا فِعَالًا ومجدًا والفعال سباقُ).

وقوله: ("يضرب بعضكم رقاب بعض") من جزم الباء من "يضربْ" أَوَّلَهُ على الكفر الحقيقي الذي فيه ضرب الأعناق، ومن رفعها فكأنه أراد الحال أو الاستئناف، ولا يكون متعلقا بما قبله، وقد أسلفنا حكايه قولين في قوله "كفارًا" هل هو من لبس السلاح؟ يقال: كفر فوق درعه إذا لبس فوقها ثوبا آخر، أو يكفر الناس فيكفر كفعل الخوارج كما قال - عليه السلام -: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" (٥)، وقال الداودي: لا تستحلوا من المؤمنين ما تستحلون من الكفار فتكونوا كفارًا، ولا تفعلوا بهم ما لا يحل وأنتم ترونه حرامًا، فذلك كفر نعمة وقريب من الإثم في الكفر.

فصل:

قوله: ("أي يوم هذا؟ ") كان بمنى، وكان هذا في خطبته كالوداع؛ فسميت حجة الوداع لذلك.


(١) في الأصل: جبلة.
(٢) كذا نقله عنه ابن بطال ١٠/ ١٩.
(٣) "تهذيب اللغة"١/ ٤٠٤ - ٤٠٥.
(٤) في الأصل: ولا.
(٥) سلف برقم (٦١٠٤)، ورواه مسلم (٦٠) من حديث ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>