للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فمعنى تعربت: تشبهت بالعرب، يقال: تعرب بعد هجرته أي: صار عربيًّا، وكانوا يستعيذون بالله أن يعودوا كالأعراب بعد هجرتهم؛ لأن الأعراب لم يتعبدوا بالهجرة التي يحرم بها على المهاجر الرجوع إلى وطنه، كما فرض على أهل مكة البقاء مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونصرته، ولذلك قال الحجاج: يا ابن الأكوع، ارتددت على عقبيك تعربت؟ أي: رجعت في الهجرة التي فعلتها لوجه الله بخروجك من المدينة، فأخبره أنه - عليه السلام -أذن له في سكنى البادية، فلم يكن خروجه من- المدينة فرارًا منها، ولا رجوعا عن الهجرة، وهذا لا يحل لأحد فعله، ولذلك دعا - عليه السلام -لأصحابه ألا يموتوا في غير المدينة التي هاجروا إليها لله تعالى فقال: "اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم". الحديث، فتوجع حين مات سعد بن خولة بمكة في الأرض التي هاجر منها (١)، وذكر البخاري أنه شهد بدرًا ثم انصرف إلى مكة ومات بها وهو من المهاجرين، ولولا ما ذكر لكان يريد (٢) قتله.

وذكر ابن سعد عن الهيثم بن عدي: أن سلمة بن الأكوع مات في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان (٣)، وكذا ذكره البلاذري، وفي كتاب أبي نعيم (٤) والعسكري وغيرهما أنه مات سنة أربع وستين (٥).


(١) سلف برقم (١٢٩٥) كتاب: الجنائز، باب: رثى النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن خولة.
(٢) كتب فوقها في الأصل: الحجاج، وبالهامش كتب: يعني لولا ما ذكر سلمة من الإذن لقتله الحجاج.
(٣) "طبقات ابن سعد" ٤/ ٣٠٨.
(٤) "معرفة الصحابة" لأبي نعيم ٣/ ١٣٣٩.
(٥) ورد بهامش الأصل: صوابه وسبعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>