للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرن: القوة، أي: يطلع من حيث قوة الشيطان.

وفي "الصحاح": قرن الشمس أعلاها (١)، وقيل: أراد به قومًا أحداثًا بعد أن لم يكونوا. وقال الخطابي: القرن: الأصل فيه أن يضرب به المثل فيما لا يحمد من الأمور؛ لقوله - عليه السلام - في الفتنة: "وطلوعها من ناحية المشرق ومنه يطلع قرن الشيطان". وقال في الشمس: "إنها تطلع بين قرني الشيطان" (٢). والقرن: الأمة من الناس يحدثون بعد فناء آخرين.

قال الشاعر:

إذا ما مضى القرن الذي أنت منهم … وخلفت في قرن فأنت غريب

وقال غيره: كان أهل المشرق يومئذٍ أهل كفر فأخبر - عليه السلام -: أن الفتنة تكون من تلك الناحية؛ وكذلك كانت الفتنة الكبرى التي كانت مفتاح فساد ذات البين، وهي قتل عثمان، وكانت سبب وقعة الجمل وصفين، ثم ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق، ومعلوم أن البدع إنما ابتدأت من المشرق، وإن كان الذين اقتتلوا بالجمل وصفين كثير منهم أهل الشام والحجاز، فإن الفتنة وقعت في ناحية المشرق، وكان ذلك سببًا إلى افتراق كلمة المسلمين، وفساد شأن كثير منهم إلى يوم القيامة، وكان سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يحترز) (٣) من ذلك ويعلم به قبل وقوعه، وذلك من دلالات نبوته.


(١) "الصحاح" ٦/ ٢١٨٠ مادة: (قرن).
(٢) سلف برقم (٣٢٧٣) كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، ورواه مسلم برقم (٨٢٨) كتاب: الصلاة، باب: الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها.
(٣) كذا في الأصل، وفي (ص ١): يحذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>