للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والغلبة لا تكون إلا في الفتنة، وقد علم عمر وغيره من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سأل ربه أن لا يجعل (بأس) (١) أمته بينهم فمنعها (٢)، فلم يزل الهرج إلى يوم القيامة. وروى معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي، عن شداد بن أوس مرفوعًا: "إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة" (٣).

وفيه: أن الصحابة كان يأخذ بعضهم العلم عن بعض، ويصدق بعضهم بعضًا، وكلهم عدول - رضي الله عنهم - وهم خير أمة أخرجت للناس.

فصل:

وفي حديث أبي موسى: البشرى بالجنة لأبي بكر وعمر وعثمان إلا أنه قال في عثمان: "مع بلاءً يصيبه". وكان ذلك النبلاء أنه قتل مظلومًا شهيدًا.

فإن قلت: فكيف خصَّ عثمان بذكر البلاء، وقد أصاب عمر مثله؛ لأنه طعنه أبو لؤلؤة، ومات من طعنته شهيدًا.

فالجواب: أن عمر- رضي الله عنه - وإن كان مات من الطعنة شهيدًا، فإنه لم يمتحن بمحنة عثمان من تسلط طائفة باغية متغلبة عليه، ومطالبتهم له أن ينخلع من الإمامة، وهجومهم عليه في داره وهتكهم ستره، ونسبتهم إليه الجور والظلم، وهو بريء عند الله من كل سوء بعد أن مَنع المانع أشياء كثيرة يطول إحصاؤها، وعمر لم يلق مثل هذا، ولا تسور عليه (أحد) (٤) داره، ولا قتله موحد فيحاجه بها عند الله،


(١) من (ص ١).
(٢) رواه مسلم (٢٨٩٠) كتاب: الفتن، باب: هلاك هذِه الأمة بعضهم ببعض.
(٣) رواه أحمد ٤/ ١٢٣، وابن حبان ١٠/ ٤٣١ (٤٥٧٠).
(٤) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>