للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عمار وإسراعه في الفتنة بالخروج، وكشف الوجه، وقد علم نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حمل السلاح على المسلمين (ثم) (١) توبيخ عمار (رأيهما) (٢) على قعودها عن ذلك، وكل فريق منهم مجتهد، له وجه في الصواب، وكان اجتماعهم عند أبي مسعود بعد أن خطب عمار الناس على المنبر بالنفير، وكان أبو مسعود كثير المال جوادًا، وكان ذلك يوم جمعة فكساهما حلتين (ليشهدا بهما) (٣) الجمعة؛ لأن عمارًا كان في ثياب السفر وهيئة الحرب، فكره أن يشهد الجمعة في تلك الثياب، وكره أن يكسوه بحضرة أبي موسى ولا يكسو أبا موسى؛ لأنه كان كريمًا.

فصل:

قوله في الشعر السالف: (الحرب أول ما تكون فتية). هو مثل، فشبه ابتداءها بالشابة، والحرب مؤنثة، قال الخليل: تصغيرها حريب -بلا هاء- (رواه) (٤) عن العرب (٥). قال المازري: لأنه في الأصل مصدر. وقال المبرد: قد تذكر الحرب، وأنشد عليه. قال سيبويه: بعضهم يرفع (أول) و (فتية) على أنه أنث الأول بقوله: فتية؛ لأنه مثل: ذهبت بعض (أصحابه) (٦) ومن نصب (أول) على أنه في ذلك (الحال) (٧)، ورفع (فتية) على أنها خبر عن الحرب، ويعني الحرب


(١) في الأصل: في، والمثبت من ابن بطال، وهو المناسب للسياق.
(٢) في (ص ١): لهما.
(٣) في (ص ١): لشهادتهما.
(٤) في "العين": رواية.
(٥) "العين" ٣/ ٢١٣.
(٦) كذا في الأصل، وعند سيبويه: (أصابعه).
(٧) في الأصل: الخبر، والمثبت من "الكتاب" لسيبويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>