للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة (من) (١) خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم" (٢).

وهذِه الأحاديث وما جانسها معناها الخصوص، وليس المراد بها أن الدين ينقطع كله في جميع أقطار الأرض حتى لا يبقى منه شيء؛ لأنه قد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن الإسلام يبقى إلى قيام الساعة إلا أنه يضعف ويعود غريبًا كما بدأ.

وروى حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف، عن عمران بن حصين قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال" (٣).

وكان مطرف يقول: هم أهل الشام، فبين في هذا الخبر خصوصية سائر الأخبار التي خرجت مخرج العموم، وصفة الطائفة التي على الحق مقيمة إلى قيام الساعة أنها ببيت المقدس دون سائر البقاع، فبهذا تأتلف الأخبار ولا تتعارض، وقد سلف هذا في كتاب العلم في باب: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين (٤)، فإن قلت: فما وجه حديث القحطاني الذي يسوق الناس بعصاه هنا. وقد قال الإسماعيلي: إنه ليس من (ترجمة) (٥) الباب في شيء. قلت: أجاب عنه المهلب بأن وجهه أنه


(١) من (ص ١).
(٢) رواه مسلم برقم (٢٩٠٧) كتاب: الفتن، باب: لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة.
(٣) رواه أبو داود (٢٤٨٤)، وأحمد ٤/ ٤٣٧، والحاكم ٢/ ٧١، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٩٥٩).
(٤) سلف برقم (٧١).
(٥) في الأصل: جهة، والمثبت من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>