للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحد إلا أتى برأسه (١).

وما تمنوه مما لا سبيل إلى كونه تصغيرًا لأنفسهم وتحقيراً لأعمالهم، فتمنوا أنهم لم يخلقوا وأنهم أقل الموجودات، تمنى الصديق أن يكون (بحفرة تأكله الذئاب) (٢)، وتمنى عمر أن يكون تبنة من الأرض فقال: يا ليتني كنت هذِه، ليتني لم أك شيئًا، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت نسيًا منسيا (٣)، وقرأ عمر - رضي الله عنه -: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (١)} [الإنسان: ١]، فقال: يا ليتها تمت (٤).

قآل عمران بن حصين: وددت أني رماد على أكمة تسفيني الرياح في يوم عاصف (٥).

وقال أبو ذر - رضي الله عنه -: وددت أن الله خلقني شجرة تقضم (٦).

ومرت عائشة - رضي الله عنها - بشجرة فقالت: يا ليتني كنت ورقة من هذِه الشجرة.


(١) انظر: "حلية الأولياء" ٢/ ١٧٦، "سير أعلام النبلاء" ٤/ ١٤١، ٤٣١.
(٢) كذا بالأصل، ورواه ابن سعد في "الطبقات" ٣/ ١٩٨ بلفظ: خضرة تأكلني الدواب.
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٢٣٤)، وابن سعد في "الطبقات" ٣/ ٣٦١، وابن أبي شيبة ٧/ ١١٧ (٣٤٤٦٩).
(٤) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٢٣٥)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص ١٥٠. ورواه أيضًا عبد بن حميد، وابن المنذر كما في "كنز العمال" (٣٥٩١٥).
(٥) رواه معمر في "جامعه" ١١/ ٣٠٧ (٢٠٦١٥)، وعنه ابن المبارك في "الزهد" (٢٤١)، والبيهقي في "الشعب"١/ ٤٨٦ (٧٩٠).
(٦) رواه أحمد ٥/ ١٧٣ موقوفًا، ورواه الترمذي (٢٣١٢)، وابن ماجه (٤١٩٠) عن أبي ذر مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>