للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهل اللغة: الطائفة: القطعة من الشيء (١)، ولا يمتنع إذًا أن يسمى الواحد طائفة.

ورؤي عن مجاهد في الآية المذكورة أنهما كانا رجلين (٢)، والأشبه في معنى الآية الأخرى {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ} [النور: ٢] أنها أكثر من واحد؛ لأن المراد بها الشهرة، وكذا طائفة التفقه.

فصل:

خبر الواحد واجب العمل به عند جماعة العلماء، ولا يحتاج إلى عدد محصور (٣).

وقيل: اثنان، وقيل: ثلاثة، وقيل: أربعة، وقيل: عشرون، وقيل: اثنا عشر، وقيل: ثمانون، والكل ضعيف.

ثم ساق البخاري في الباب أحاديث سلفت:

أحدها: حديث مالك بن الحويرث السالف في الأذان وغيره. وفيه: ونحن شببة متقاربون، جمع شاب، مثل: سفرة.

ثانيها: حديث التيمي هو سليمان، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابن مَسعُودٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذَنُ -أَوْ قَالَ: يُنَادِي- لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ وَيُنبِّهَ نَائِمَكُمْ، وَلَيْسَ الفَجْرُ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا -وَجَمَعَ يَحْيَى كَفَيْهِ- حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا". وَمَدَّ يَحْيَى إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ.

وقد سلف، وحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - مثله، وسلف أيضًا


(١) "مجمل اللغة" ٢/ ٥٩٠.
(٢) رواه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" ٦/ ٩٥، والذي في "تفسير الطبري" ١١/ ٣٨٨ (٣١٧٠٦) عن مجاهد أنهما الأوس والخزرج.
(٣) انظر: "أحكام القرآن" للجصاص ٣/ ٢٣٤ - ٢٣٥، "الفصول في الأصول" ٣/ ٨٢ - ٩٣، "المستصفي" ١١٧ - ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>