للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الجوهري: معنى (منك) هاهنا: عندك، تقديره: ولا ينفع (ذا الغني عندك غناه) (١) وإنما ينفعهم العمل بطاعتك (٢).

والصحيح بقاء (من) على بابها، والمعنى: ولا ينفع ذا الغنى غناه إن أنت أردته بسوء أو أمر كما تقول: لا ينفعك مني شيء، ولا يغنيك مني إن أنا أريد أخذًا. قال أبو عبد الملك: وقد بناه العراقيون في شرح ذلك، فزعموا أنه بفتح الجيم، فذهب به بعضهم إلى أن جد الرزق والغنى لا ينفع من الله شيئًا فخطبوا فيه العشواء.

فصل:

ذكر هنا: أن المغيرة كتب به إلى معاوية، وفي "الموطأ" عن معاوية قال: سمعت هذِه الكلمات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذِه الأعواد وكان معاوية حينئذ على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣)، فيحتمل أن يكون معاوية سمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكتب به المغيرة إليه، وفيه من الطرف رواية صحابي عن صحابي.

فصل:

قد سلف الكلام في (قيل وقال) وإعرابه أيضًا، والمعني: أنها نهي عن كثرة الكلام والغالب عدم السلامة من المكثر لكلامه فيما لا يعنيه أولأنه يخالطه الكذب.

فصل:

وسلف هناك أيضًا نهيه عن إضاعة المال أنها على وجوه: وضعه في


(١) في الأصل: (هذا الغني عندك غنا)، والمثبت من "الصحاح".
(٢) "الصحاح" ٢/ ٤٥٢ مادة (جدد).
(٣) "الموطأ" ص ٥٦١ (٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>