للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

فإن قلت: حديث المغيرة لفظه لفظ الخصوص في بعض الناس دون بعض، وقال في حديث معاوية: "لن يزال هذا الأمر مستقيمًا حتي تقوم الساعة" فعم الأمة، وهذا معارض للحديث الأول مع ما يقوي ذلك مما رواه محمد بن بشار: ثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس - رضي الله عنه - قال ["لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله" (١)، وما رواه شعبة، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال] (٢): "لا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس" (٣).

قلت (٤): لا معارضة بل بعضها دال علي صحة بعض، ولكنها بعضها خرج على العموم، والمراد به الخصوص، والحديثان في موضع دون موضع فإن به طائفة لا يضرهم من خالفهم وهم المعنيون بالحديث يريد في موضع دون موضع؛ لأنه لا نسخ في الأخبار ولا جائز أن يوصف الطائفة التي على الحق بأنها شرار الناس، وأنها لا توحد الله، فعلم أن الموصوفين بأنهم شرار الناس غيرهم، وقد بين ذلك أبو أمامة في حديثه من حديث عمرو بن عبد الله (الحمصي) (٥)،


(١) رواه الترمذي (٢٢٠٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه مسلم (١٤٨) كتاب الإيمان، باب: ذهاب الإيمان آخر الزمان من طريق ثابت عن أنس - رضي الله عنه -.
(٢) ما بين المعقوفتين ليس بالأصل، وأثبتناه من "شرح ابن بطال" لغلبة الظن أنه سقط من النقل من قوله (قال) إلا (قال) والله أعلم أنه انتقال نظر، ويؤيده أن الإسناد لا يستقيم إلا بما أثبتناه.
(٣) رواه مسلم (٢٩٤٩) كتاب: الفتن، باب قرب الساعة.
(٤) هو قول الطبري كما في "شرح ابن بطال" ١٠/ ٣٥٩، وتصرف المصنف في النقل قليلاً.
(٥) كذا بالأصل و"شرح ابن بطال"، وفي مصادر التخريج (الحضرمي) وهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، فلينظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>