للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح: (السنن) بفتح السين والنون: الطريقة، يقال: استقام فلان علي سنن واحد، ويصح ضمها -قال ابن التين: وبه قرأناه- جمع سنة: وهي العبادة، وقال المهلب: فتح السين أولى من ضمها؛ لأنها لا يستعمل الشبرُ والذراعُ إلا في السنن وهو الطريق، فأخبر - عليه السلام -: أن أمته قبل قيام الساعة يتبعون المحدثات من الأمور والبدع، والأهواء المضلة كما اتبعتها الأمم من فارس والروم حتي يتغير الدين عند كثير من الناس، وقد أنذر في كثير من حديثه أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأن الدين إنما يبقي قائمًا عند خاصة من المسلمين لا يخافون من العداوات، ويحتسبون أنفسهم على الله في القول بالحق والقيام بالمنهج القويم في دين الله (١).

فصل:

قوله: (بأخذ القرون) كذا في الأصول وللنسفي وابن السكن، وفي رواية الأصيلي. "بما أخذ" قال ثعلب: أخذ أحد الجهة إذا قصد نحوها، وقوله: "شبرا بشبر وذراعًا بذراع" هو تمثيل.

وفي رواية أخرى: "إن اليهود اختلفوا علي إحدي وسبعين فرقة وإن هذه الأمة تختلف علي ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" (٢)، يريد أنها تدخل النار إلا من عفا عنه.


(١) "شرح ابن بطال" ١٠/ ٣٦٦.
(٢) رواه الترمذي (٢٦٤١) من حديث عبد الله بن عمرو، وقال: هذا حديث حسن غريب مفسر، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه اهـ. وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" (٢١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>