للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا كدر، فالسلام على هذا والسلامة بمعنى، كاللذاذ واللذاذة، والرضاع والرضاعة.

وقيل: السلام اسم لله تعالى. قال قتادة: الله السلام وداره الجنة (١)، وقال الخطابي: السلام هو الذي سلم الخلق من ظلمه. فأما المؤمن فعلي وجهين:

أحدهما: أن تكون صفة ذات وهو أن يكون متضمنا لكلام الله تعالى الذي هو تصديقه لنفسه في إخباره، ولرسله في صحة دعواهم الرسالة عليه، وتصديقه هو قوله، وقوله هو صفة من صفات ذاته لم يزل موجودًا به حقيقة في كونه قائلًا متكلمًا مؤمنًا مصدقًا.

الثاني: أن يكون متضمنًا صفة فعل هي أمانة رسله وأوليائه المؤمنين به من عقابه وأليم عذابه من قولك: أمنت فلانًا من كذا، وأمنته منه كأكرمت وكرمت، وأنزلت ونزلت، ومنه قوله تعالى: {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)} [قريش: ٤]، وقد سلف.

وقال الحليمي في "منهاجه": معناه: لا ينقص المطيعين يوم الحساب من طاعته شيئًا ويثيبهم عليه؛ لأن الثواب لا يعجزه ولا هو مستكره عليه فيضطر إلى كتمان (الأعمال) (٢) أو جحدها، وليس ببخيل فيبخله استكثار الثواب إذا كثرت الأعمال على كتمان بعضها، ولا يلحقه نقص لما يثيب فيحبس بعضه؛ لأنه ليس منتفعا بملكه حتى إذا نفع غيره به زال انتفاعه عنه بنفسه، ولا ينقص المطيع من حسناته شيئًا لا يزيد به العصاة على ما اجترحوه من السيئات شيئًا، فيزيدهم


(١) رواه الطبري ٦/ ٥٤٨ (١٧٦١٩ - ١٧٦٢٠)، وابن أبي حاتم ٦/ ١٩٤٣ (١٠٣٢٩).
(٢) في (ص ١): بعض الأعمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>