للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فإن كان كذلك فهي الشفاعة التي تكون منه، فيأمر الله الملائكة أن يخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، وهذا من المقام المحمود الذي وعده، وهذا خلاف نص الحديث؛ لأن فيه أن رب العالمين يضع فيها قدمه بعد أن قالت: {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}؛ وكيف ينقص منها وهي تطلب الزائد، وإنما ينزوي بما جعل فيها ليس بما يخرج منها، وفي هذا الخبر دلالة على من تأول في الخبر الآخر "حتى يضعَ الجبارُ فيها قدمه" أن الجبار إبليسُ وشيعته (١)؛ لأنه أول من تكبر، وكذلك رد من قال: يراد به غير الله من المتجبرين.

فصل:

قوله: "فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَي بَعْضٍ" أي: تنضم وتختلف، وقوله: "قد قد" بمعنى: حسب وهو مثل بمعنى قط، وهو ساكن الدال، قال الراجز: قَدْنِيَ من نصر الحُبَيْبَيْن قَدِي (٢).

قال ابن التين: ورويناه قِد قِد بكسر القاف، وفي رواية أبي ذر بفتحها.

فصل:

قوله: "وَلَا تَزَالُ الجَنَّةُ تَفْضُلُ". أي: يبقى فيها فضيلة، ورويناه بضم الضاد، يقال: فَضَل يفضُل مثل دَخَل يَدخُل، ولغة ثانية: فَضِل يفضَل مثل حذِر يحذَر، وثالثة: فضِل يفضُل وهو شاذ لا نظير له، قال سيبويه: هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين يقال: وكذلك نعم


(١) هذا من أشنع التأويل، وسياق الكلام لا يدل عليه، والرواية السالفة صريحة (رب العالمين) ولو كان الأمر كذلك لذكرهم بلفظ (المتجبرين) و (أقدامهم).
(٢) البيت لحميد الأرقط، وتمامه: ليسَ الإمامُ بالشحيحِ الملحدِ. انظر: "لسان العرب" ٦/ ٣٥٤٥ مادة [قدد]، "إصلاح المنطق" ص ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>