للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي: أنت الموجود الثابت حقًّا الذي لا يصح عليك تغيير ولا زوال، ويجوز أن يكون راجعًا إلى صفة ذاته كأنه الثابت أي قال لها: كوني فكانت، وقوله صفة من صفات ذاته عند أهل الحق والسنة على ما سيأتي بيانه بعد (١).

وقال الحليمي: تسميته بالحق مما لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به ووجوده -جل وعلا- أولى ما يجب الاعتراف به -يعني (عند) (٢) ورود أمره بالاعتراف به- ولا يسع جحوده (٣).

وقوله: "أنتَ نُور" كقوله: {اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: ٣٥].

وواجب صرفه عن ظاهره؛ لقيام الدليل على أنه لا يجوز أن يوصف بأنه نور (٤)، والمعنى: أنت نورهما بأن خلقهما دلالة لعبادك على وجودك وربوبيتك بما فيه من دلالة الحدث المفتقرة إلى محدث، فكأنه نورهما بالدلالة عليه منهما وجعل في قلوب الخلائق نورًا يهتدون إليه، وقال ابن عباس: الله نورهما، أي: هاديهن (٥).


(١) بل الصواب عند أهل السنة والجماعة أن قولَ الله تعالى صفة ذات وصفة فِعل، وانظر ما تقدم أول كتاب التوحيد.
(٢) من (ص ١).
(٣) انظر: "الأسماء والصفات" للبيهقي ١/ ٤٥.
(٤) بل الدليل قائم على أنه وصف نفسه بذلك سبحانه، نورا يليق بجلاله.
(٥) أخرجه الطبري ٩/ ٣٢٠ (٢٦٠٨٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٨/ ٢٥٩٣ (١٤٥٥٠) من طريق على بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: هادي أهل السموات والأرض. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١٩٧ وزاد نسبته لابن المنذر والبيهقي في "الأسماء الصفات".
قال الإمام ابن القيم في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" ص (٨ - ٩): وقد فُسِّر قوله تعالى: {اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} بكونه منوّر السموات والأرض، وهادي =

<<  <  ج: ص:  >  >>