للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الداودي: الحبة بالكسر جمع (حبة) (١) بالفتح.

وقوله: ("في حميل السيل") قال الأصمعي: الحميل: ما حمله السيل من كل شيء وكل محمول فهو حميل، كما يقال للمقتول: قتيل. وقال أبو سعيد الضرير: حميل السيل: ما (حمله من طين) (٢) فإذا اشتدت فيه الحبة تنبتُ في يوم وليلة، فأخبر الشارع بسرعة نباتهم، وحميل بمعنى محمول.

فصل:

قوله: ("قشبني ريحها"). تقول العرب: قشبت الشيء: قذرته، وقشب بكسر الشين قشبًا: قذر. عن صاحب "الأفعال" (٣).

وقال ابن قتيبة: إنه من القشب، والقشب: السم، كأنه قال: سمني ريحها، ويقال: كل مسموم قشب. وقال الخطابي: قشبه الدخان إذا ملأ خياشيمه وأخذ يكظمه وإن كانت ريحه طيبة، وأصل القشب: خلط السم بالطعام (٤)، يقال: قشبه إذا سمه، وقشبتنا الدنيا فصار حُبُّها كالسم الضار. ثم قيل على هذا: قشبه الدخان والريح الذكية إذا بلغت منها الكظم.

قال ابن التين: رويناه بتشديد الشين، وكذلك هو في "الصحاح" بالتشديد أي: آذاني. كأنه قال: سمني ريحها (٥)؛ لأن القشب السم.


(١) من (ص ١).
(٢) في (ص ١). (ما جاء به من غبار وطين) وما أثبتناه من الأصل.
(٣) "الأفعال" لابن القوطية ص ٢٢٢.
(٤) "أعلام الحديث" ١/ ٥٣٣.
(٥) "الصحاح" ١/ ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>