وقوله: ("فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه").
جاء في بعض الأخبار أنها تنزع فلا يبقى معهم شيء يكرهونه، ويحتمل أن يريد بقوله:"هؤلاء عتقاء الرحمن" من في قلبه أقل من ذرة من إيمان -وهو اليقين- لأن الجنة محرمة على من كفر.
فصل:
قوله: في حديث أنس - رضي الله عنه -: ("وأسجد لك ملائكته"). قال الداودي: يحتمل أن يأمرهم الله بالسجود إذ خلق آدم، ويكون ذلك أيضًا معنى قوله في يوسف - عليه السلام -: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}[يوسف: ١٠٠] أن يكونوا سجدوا لله شكرًا على ما أولاهم وجمعهم.
وقول آدم:"ولكن ائتوا نوحًا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض".
قال الداودي: واختلف في أمره، جاء في بعض الخبر أنه أول مرسل، وجاء أنه رسول غير نبي. وقيل: عبد صالح ليس برسول ولا نبي. وهذا الذي قاله الداودي (١) فيه غير صحيح؛ لأن الرسالة متضمنة للنبوة؛ فلا يكون الرسول إلا نبيًّا، وكذلك قوله:"نوح أول نبي بعثه الله". هو مثل قوله: أول رسول؛ لأن النبي إذا بعث كان رسولاً، والنبوة أعم والرسالة أخص، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا.
(١) جاء في هامش الأصل ما نصه: الذي قاله الداودي مصادم للقرآن والسنن، وكان ينبغي لشيخنا ألا يذكر هذا الخلاف، ولا ينبغي للداودي أيضًا ذكره، وهو شيء فاسد شاذ لغو مطرح، فلا ينبغي أن تسود به الأوراق. والله أعلم.