للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

قوله: ("تكفل الله لمن جاهد في سبيله") أضاف الكفالة إليه تعالى؛ لأنه أوفى كفيل في سبيل التعظيم (للجهاد) (١) والتصحيح لثواب من جاهد في سبيله، وقال: "لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله" يريد إخلاص ذلك لله تعالى لا يشوبه طلب الغنيمة، ولا التعصب للأهل والعشير غير أن تكون كلمة الله هي العليا، وإذا كانت بنية الجهاد فلا ينتقص من أجره، ولا ينتقض عهده بما نال بعد من غنيمة، وإنما يكره أن تكون نيته وسبب خروجه للغنيمة.

وقوله: ("وتصديق كلماته") قيل: (يريد) (٢) به الأمر بالقتال في سبيل الله، وما وعد عليه الثواب، ويحتمل أن يريد به الشهادتين، وأن تصديقه بها يثبت في نفسه عداوة من كذبهما والحرص على قتله.

وقوله: "بأن يدخله الجنة" (يريد إن أصيب بموت أو قتل لأن في اللفظ ما يختص بالقتل دون غيره، ويحتمل أن يريد: يدخله الجنة) (٣) بإثر قتله، ويكون هنا خصوصًا للشهداء كما خصوا بأنهم يرزقون، ويحتمل أن يريد أن يدخلها بعد البعث في الآخرة، وتكون فائدة تخصيصه أن ذلك يكون كفارة لجميع خطاياه وإن كثرت إلا ما خصه الدليل فإنه لا (موازنة) (٤) بين ما اكتسب من الخطايا وبين ثواب جهاده إذ لم يرجع.


(١) في (ص ١): من الجهاد وفوقها في الأصل: إلى.
(٢) من (ص ١).
(٣) من (ص ١).
(٤) في (ص ١): (موازنة).

<<  <  ج: ص:  >  >>