للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقيل: إنه الصديق دعاهم لقتال أهل الردة، وقيل: الفاروق دعاهم لقتال المشركين، وسائر الأحاديث فيها إثبات كلامه تعالى، وقد مر القول (في) (١) أنه صفة قائمة به لا يصح مفارقتها له، وأنه لم يزل متكلمًا ولا يزال كذلك.

فصل:

وأما قوله - عليه السلام -: ("يؤذيني ابن آدم .... ") فقد سلف في كتاب الأدب في باب: لا تسبوا الدهر (٢)، وقريبًا في باب: إني أنا الرزاق.

أي: يؤذيني: (يقتضي) (٣) ليس له اتصال إليه تعالى عن ذلك، ولا يلحق به أذى وإنما يلحق من تتعاقب عليه الحوادث ويلحقه العجز والتقصير عن الانتصار، وإنه تعالى عن ذلك؛ فوجب رجوع الأذى المضاف إليه إلى أنبيائي ورسلي بسب الدهر؛ لأن ذلك ذريعة إلى سب خالق الدهر (يعنون) (٤) أقضيته وحوادثه.

وقوله: ("أنا الدهر"). أي: أن الأشياء التي ينسبون إليها الدهر أنا مقدرها وخالقها على إرادتي، ألا تري قوله تعالى: "بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" والأيام والليالي ظروف الحوادث، فإذا سببتم الدهر وهو لا يفعل شيئًا فقد وقع السب على الله؛ لأن الساب للدهر من أجلها إنما سبه إذ لا فعل للدهر، وكانت الجاهلية تقول: لعن الله هذا الدهر، ولهذا قال قائلهم:

أمن المنون وريبها تتوجعُ … والدهر ليس بمعتبٍ من يجزع


(١) في (ص ١): على.
(٢) سلف برقم (٦١٨٢).
(٣) في (ص ١): بسبي.
(٤) في (ص ١): ومصرف

<<  <  ج: ص:  >  >>