للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتحريفهم، وأن ضحكه - عليه السلام - إنما كان على معنى التعجب له والنكير، وقيل: الأصبع خلق من خلق الله تعالى (١).

فصل:

ومعنى: ("يدنو أحدكم من ربه") أي: يقرب من رحمته، وهذا سائغ في اللغة أن يقال: إن فلانًا قريب من فلان، ويراد به قريب المنزلة، وعلا هذا يقال: الله قريب من أوليائه، بعيد من أعدائه (٢)، ويدل على ذلك قوله: "فيضع كنفه عليه" لأن لفظ الكنف إنما يستعمل في مثل هذا المعنى، ومن رواه كتفه (بالتاء) (٣) فهو تصحيف من الراوي كما نبه عليه جمع من العلماء.


(١) انتهى من "أعلام الحديث" ٣/ ١٩٠٠.
وليعلم أن صفة اليدين واليمين والإصبع من الصفات الثابتة للرب -جل جلاله-، ومذهب أهل السنة في إثباتها أنها على حقيقتها وعلى ظاهر لفظها، كما قال الله وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا حاجة لنا إلى التأويل، فهي ثابتة له سبحانه على الوجه اللائق به.
ولينظر تعليقنا ص ٢٠٩، ١٩١، ١٨٦.
(٢) ساق شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" ٤/ ١٨٤ - ١٨٥ جملة من أحاديث الصفات، منها هذا الحديث، فقال: وقوله: (يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه). إلى غيرها من الأحاديث هالتنا أو لم تهلنا، بلغتنا أو لم تبلغنا، اعتقادنا فيها، وفي الآي الواردة في الصفات: أنا نقبلها ولا نحرفها ولا نكيفها ولا نعطلها ولا نتأولها، وعلى العقول لا نحملها، وبصفات الخلق لا نشبهها ولا نعمل رأينا وفكرنا فيها، ولا نزيد عليها ولا ننقص منها، بل نؤمن بها ونكل علمها إلى عالمها كما فعل ذلك السلف الصالح، وهم القدوة لنا في كل علم. اهـ
(٣) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>