للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصل:

وقوله: قال: (فاهبط باسم الله). قال: واستيقظ وهو في المسجد الحرام.

ادعى الداودي أن الذي قال له: (اهبط باسم الله) جبريل، وظاهر ما في الكتاب خلافه، قال: وقوله: (فاستيقظ) أي: فارقه الوحي، وما كان يأخذه عند الوحي؛ لاشتغاله بالوحي وعظمته في نفسه وثقله عليه.

فصل:

وقوله: (وهو في المسجد الحرام) قد أسلفنا اختلاف الناس في مسراه، هل كان بجسده ونفسه أو بروحه دون جسمه؟ وروي الأول عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، والضحاك، وسعيد بن جبير، وقتادة، صابر وإبراهيم ومسروق، ومجاهد، وعكرمة.

ثم قالت طائفة منهم: إنه صلى بالأنبياء ببيت المقدس ثم عرج به إلى السماء، فأوحى الله تعالى إليه وفرض عليه الصلاة، ثم رجع إلى المسجد الحرام من ليلته فصل به صلاة الصبح. روى ذلك الطبري في حديث الإسراء عن أنس - رضي الله عنه - (١).

ذكر من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه صلي - عليه السلام - ببيت المقدس، ولم يذكر أنه صلى خلفه أحد (٢).

وقالت أخرى منهم، أنه يدخله، ولم يصل فيه، ولم ينزل عن البراق حتى رجع إلى مكة، روي ذلك عن حذيفة، قال في قوله: {سُبْحَانَ الذِي


(١) رواه الطبري في "التفسير" ٨/ ٥ (٢٢٠١٨).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" ٨/ ١٢ (٢٢٠٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>