للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عقبة بن أبى معيط لم يكن ذَلِكَ الوقت موجودًا، أو كان طفلًا صغرًا جدًّا، وقد أُتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وقد ناهز الاحتلام، ليمسح رأسه وكان متضمخًا بالخلوق فلم يمسح رأسه من أجله (١)، في حديث منكر مضطرب لا يصح، وفيه جهالة كما قاله أبو عمر (٢).

ولا يمكن أن يكون بعث مصدقًا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبيًّا يوم الفتح، ويوضح فساده أن الزبير وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة، وكانت هجرتها في الهدنة، ومن كان غلامًا قد ناهز الاحتلام لا يتأتى منه فعل هذا، ولا خلاف أن قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ} الآية [الحجرات: ٦] نزلت فيه، وذلك أنه بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصدقًا إلى بني المصطلق، فأخبر عنهم بأنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة، فأرسل إليهم خالد بن الوليد فأخبر أنهم مستمسكون بالإسلام، ونزلت الآية (٣).


(١) رواه أبو داود (٤١٨١)، وأحمد ٤/ ٣٢، والطحاوي في "المشكل" ٥/ ٦٠٣ (٣٧١٣)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" ٢/ ٣١٩، والطبراني ٢٢/ ١٥٠ (٤٠٦)، والحاكم في "المستدرك" ٣/ ١٠٠، والبيهقي في "السنن" ٩/ ٥٥
قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ٤/ ١٤ في ترجمة الوليد بن عقبة: وقالوا: وأبو موسى هذا مجهول، والحديث منكر مضطرب لا يصح ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقًا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيًا يوم الفتح. ثم قال: وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله وقبح أفعاله -أي: الوليد بن عقبة- وقال المنذري في "مختصره" ٦/ ٩٤: وهذا حديث مضطرب الإسناد. ولا يستقيم عن أصحاب التواريخ ..
(٢) "الاستيعاب" ٤/ ١١٤.
(٣) "الاستيعاب" ٤/ ١١٤.