للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخالف إبراهيم بن طهمان أصحاب منصور، فأدخل بين منصور وسعد الحكم بن عتيبة. وانفرد الفريابي بإدخال الأعمش بين الثوري ومنصور.

ثالثها:

معنى: ("إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ") أردت النوم، وهو بفتح الجيم، وعن القرطبي كسرها أيضًا كالمطلع وهو موضع الضجع.

رابعها:

قوله: ("فَتَوَضَّأْ") هو للندب؛ لأن النوم وفاة، وربما يكون موتًا، فقد تقبض روحه في نومه، فيكون ختم عمله بالوضوء، فينبغي أن يحافظ على ذَلِكَ ولا يفوته.

وفيه سر آخر، وهو أنه أصدق لرؤياه، وأبعد من لعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه، وما أحسن هذِه الخاتمة والدعاء عقبها الذي هو أفضل الأعمال؛ ولذلك كان ابن عمر يجعل آخر عمله الوضوء والدعاء، فإذا تكلم بعد ذَلِكَ استأنفها ثم ينام على ذَلِكَ، اقتداء بالشارع في قوله: "واجعلهن آخر ما تكلم به".

فرع: هذا الوضوء يتأكد في حق الجنب أيضًا عند نومه، ولعله ينشط للغسل، وفي "سنن أبي داود" من حديث أبي ظَبْيَة، عن معاذ مرفوعًا: "ما من مسلم يبيت على ذكرٍ (طاهرًا) (١)، فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه" (٢).


(١) وقع في الأصل: طهارة، والمثبت من "سنن أبي داود".
(٢) "سنن أبي داود" (٥٠٤٢)، والحديث صححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (٥٧٥٤).