للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومعنى أسلمت: سلمت واستسلمت، أي: سلمتها لك إذ لا قدرة ولا تدبير بجلب نفع ولا دفع ضر، فأمرها مُسَلَّم إليك تفعل فيها ما تريد واستسلمت لما نفعل، فلا اعتراض عليك فيه.

سابعها:

قوله: ("وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ") أي: رددت أمري إليك، وبرئت من الحول والقوة إلا بك، فاكفني همه وتولَّ إصلاحه.

وقوله: ("وَأَلْجَاْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ") أي: أسندته وأملته، يقال: لجأ فلان إلى كذا: مال إليه، فمن استند إلى شيء قوي إليك واستعان، وأنت الملجأ والمستعان.

ثامنها:

قوله: ("رَغْبَةً وَرَهْبَةً") أي: رغبة في رفدك وثوابك، وخوفًا منك ومن أليم عقابك، وأسقط من الرهبة لفظة منك وأعمل لفظة الرغبة بقوله: "إليك" على عادة العرب في أشعارهم.

وزججن الحواجب والعيونا

والعيون لا تزجج، ولكنه لما جمعهما في النظم حمل أحدهما على حكم الآخر في اللفظ، نبه عليه ابن الجوزي.

تاسعها:

"لَا مَلْجَأ" هو مهموز من ألجأت "وَلَا مَنْجَا" هو غير مهموز من النجاة. و"كتابك" هنا القرآن، وقَالَ الداودي في "شرحه": المراد كتبه كلها. "وبنبيك": هو محمد - صلى الله عليه وسلم -. والفطرة: دين الإسلام، كما في الحديث "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" (١).


(١) رواه أبو داود (١٦١٦) وأحمد ٥/ ٢٣٣. والحاكم ١/ ٣٥١ وقال: هذا حديث =