للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسلم" (١). وخرج إلى الغار ليلًا عَلَى مائة من قريش عَلَى بابه ينتظرونه ليقتلوه بزعمهم، قَالَ تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية [الأنفال: ٣].

رابعها: أن الله تعالى قدم ذكره عَلَى النهار في غير ما آية، فقال: {وجَعَلْنَا اْلَّيْلَ وَاَلنَهَارَءَايَتَيْنِ} [الإسراء: ١٢]، وقوله: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} [يس:٤٠] أي: بل له حد محدود إذا ذهب سلطانه جاء سلطان النهار. وليلة النحر تغني عن الوقوف نهارًا عَلَى الصحيح؛ لحديث عروة بن مضرس (٢) [الصحيح] (٣).

خامسها: أن الليل كالأصل، ولهذا كان أول الشهور، ومن آياته أن سواده يجمع منتشر ضوء البصر، ويحد كليل النظر، ويستلذ فيه بالسمر، واجتلاء وجه القمر، وفيه تخلو الأحباب بالأحباب، ويتصل الوصل بينهم ما انقطع من الأسباب.

سادسها: أنه لا ليل إلا ومعه نهار، وقد يكون نهار بلا ليل، وهو يوم القيامة الذي مقداره خمسون ألف سنة.

سابعها: أنه الليل محل استجابة الدعاء والغفران والعطاء، وإن ورد


(١) "صحيح مسلم" (٤٥٠) كتاب: الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح.
(٢) عن عروة بن مضرس قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالموقف، يعني: لجمع، قلت: جئت يا رسول الله من جبل طي، أكللت مطيتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من جَبْل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك معنا هذِه الصلاة وأتى عرفات قبل ذلك ليلًا أو نهارًا فقد تم حجه وقضى تفثه"، رواه أبو داود (١٩٥٠)، والترمذي (٨٩١)، والنسائي ٥/ ٢٦٣ - ٢٦٤، وفي "الكبرى" ٢/ ٤٣١ (٤٠٤٦)، وابن ماجه (٣٠١٦) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الألباني في "صحيح أبي داود" (١٧٠٤): إسناده صحيح.
(٣) ساقطة من (ج).