للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المائدة (١). ورواه الطبراني في "معجمه الأوسط" من حديث ربعي بن حراش، عنه قال: وضأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح على خفيه بعد ما نزلت سورة المائدة (٢). ثم قال: لم يروه عن حماد بن أبي سليمان عن ربعي إلا ياسين الزيات، تفرد به عبد الرزاق، وياسين متكلم فيه.

وفي رواية له من حديث محمد بن سيرين عنه أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبرز، فرجع فتوضأ ومسح على خفيه. ثم قال: لم يروه عن محمد بن سيرين إلا خالد الحذاء، ولا عن خالد إلا حرب بن سريج، تفرد به شيبان بن فروخ (٣).

وقوله: (فقال إبرا هيم) إلى آخره، وفي رواية أخرى: فكان أصحاب عبد الله يعجبهم هذا الحديث؛ لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة (٤).

وفي رواية: قال الأعمش: قال إبراهيم (٥). وفي "سنن البيهقي": عن إبراهيم بن أدهم قال: ما سمعت في المسح على الخفين أحسن من حديث جرير بن عبد الله (٦)، وكان إعجابهم لذلك؛ لأن الله تعالى قال في سورة المائدة {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} إلى قوله: {إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: ٦] فلو كان إسلام جرير متقدمًا على نزول المائدة لاحتمل كون حديث جرير في مسح الخف منسوخًا بآية المائدة، فلما كان إسلامه متأخرًا علم أن حديثه يعمل به، وهو يبين أن المراد بآية المائدة غير صاحب الخف، فتكون السنة مخصصة للآية.


(١) أبو داود (١٥٤).
(٢) "المعجم الأوسط" ٣/ ٢٣٠ (٣٠٠٤).
(٣) "المعجم الأوسط" ٧/ ١٥٥ - ١٥٦ (٧١٤٣).
(٤) "صحيح مسلم" (٢٧٢) كتاب: الطهارة، باب: في المسح على الخفين.
(٥) "صحيح مسلم" (٢٧٢/ ٧٢) كتاب: الطهارة، باب: في المسح على الخفين.
(٦) "سنن البيهقي" ١/ ٢٧٣ - ٢٧٤.