للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

* نقده:

وقد صوبت لابن الملقن سهام النقد:

قال ابن حجر (١): وكانت كتابته أكثر من استحضاره، فلهذا كثر القول فيه من علماء الشام ومصر حتى قرأت بخط ابن حجي: كان ينسب إلى سرقة التصانيف؛ فإنه ما كان يستحضر شيئًا ولا يحقق علمًا ويؤلف الكثير على معنى النسخ من كتب الناس، ولما قدم دمشق نوه بقدره تاج الدين السبكي سنة سبعين وكتب له تقريظًا على كتابه "تخريج أحاديث الرافعي" وألزم عماد الدين ابن كثير فكتب له أيضًا، وقد كان المتقدمون يعظمونه كالعلائي وأبي البقاء ونحوهما، فلعله كان في أول أمره حاذقًا، وأما الذين قرؤوا عليه ورأوه من سنة سبعين فما بعدها فقالوا: لم يكن بالماهر في الفتوى ولا التدريس، وإنما كان يقرأ عليه مصنفاته غالبًا فيقرر على ما فيها.

وقال عنه أيضًا (٢): وكان يكتب في كل فن سواء أتقنه أو لم يتقنه.

وقال عنه أيضًا: لم يكن في الحديث بالمتقن ولا له ذوق أهل الفن (٣).

وقال عنه أيضًا (٤): وكان في أوَّل أمره ذكيًّا فطنًا، رأيت خطوط فضلاء ذلك العصر في طباق السماع بوصفه بالحفظ ونحوه من الصفات العلية، ولكن لما رأيناه لم يكن في الاستحضار ولا في التصرف بذاك، فكأنه لما طال عمره استروح وغلبت عليه الكتابة فوقف ذهنه.


(١) "إنباء الغمر" (٥/ ٤٤) وذكر نحو هذا أيضًا في "المجمع المؤسس" (٢/ ٣١٧).
(٢) "المجمع المؤسس" (٢/ ٣١٥).
(٣) "الضوء اللامع" (٦/ ١٠٣).
(٤) "ذيل الدرر الكامنة" (ص ١٢٢).