الملقن فشرحه على البخاري طافح بالعزو للمصادر حتى أنها أرهقتنا في توثيقها لكثرتها في الصفحة الواحدة، بل في الفقرة أو السطر الواحد! وهو كذلك في "البدر" و"الإشارات".
أما كونه ناسخ كثير الغلط، فليس إلى هذا الحد ولكن وقع له ذلك في بعض كتبه وبخاصة في شرحه للبخاري، ولعل طول الكتاب وكثرة مصادره وتزاحمها أدى به إلى ذلك، أما غيره من الكتب كـ "الإشارات" و"الأشباه والنظائر" فما وقع له من خطأ في النقل فهو قليل كغيره من المصنفين.
ومما يدل على صدق كلام السخاوي والشوكاني في ذلك أن ابن الملقن برزت شخصيته النقدية في تحليل المصادر التى ينقل منها، فلم يكن مجرد ناقل أو ناسخ، فقد كان يبدي رأيه فيها.
فمن عباراته في "البدر المنير" في الثناء على بعض هذِه الكتب، وبيان فضلها:
قوله في "علل ابن أبي حاتم": وما أكثر فوائده.
وقوله في "الميزان"، للذهبي: وهو من أنفس كتبه.
وعن كتاب "موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب: وهو كتاب نفيس وقع لي بخطه.
وعن "أطراف" المزي: اقتصرت عليه لكونه هذب الأطراف قبله، واستدرك جملة عليهم.
وعن "خلافيات" البيهقي في الحديث: لم أر مثلها، بل ولا صُنِّفَ.
وعن "التحقيق" لابن الجوزي- وسماه "الخلافيات"-: وهي مفيدة.