قال؟ "ويأتيك من لم تزود" فقال أبو بكر: يا رسول الله، لم يقل هكذا، وإنما قال:
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فقال:"كلاهما سواء" فقال: أشهد أنك لست بشاعر، ولا تحسنه، ولما سمع آخر ينشد فيما ذكره السمعاني في "ذيله":
يا أيها الرجل المحمول رحله … هلا نزلت بآل عبد الدار
هلا نزلت بهم تريد قراهم … منعوك من جوع ومن إقتار
قال أبو بكر: أهكذا هو؟ إنما كنا نسمع:
يا أيها الرجل المحوَّل رحله … انزل ببني عبد مناف
فقال أبو بكر: يا رسول الله إنما هو:
يا أيها الرجل المحوَّل رحله … هلا نزلت بآل عبد مناف
هلا نزلت بهم تريد قراهم … منعوك من جوع ومن إقراف
فقال:"هما واحد"، قال: وزعم الخليل أن المشطور والمنهوك ليسا من الشعر، قال الليث: وأنكر ذلك عليه، فقال: لأحتجن عليهم بحجة من أنكرها كفر، فعجبنا حين سمعنا قوله وهو قد جرى على لسانه - صلى الله عليه وسلم - ذلك، ولو كان شعرا لما جرى على لسانه.
قال: وقد أنشد:
وبأتيك من لم يزود
قال: وقد علمنا أن هذا القسم الأول لا يكون شعرا إلا بالثاني، ولما أنشده على ما ذكرنا خرج أن يكون شعرا، قال: فهذا يدل على أن مشطور الرجز ليس بشعر؛ لأنه قد روي عنه أنه كان يقول: