للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثانيها:

الدرن -بفتح الدال والراء-: كناية عن الآثام (١)، وشبه ذَلِكَ بصغار الذنوب؛ لأن الدرن صغير بالنسبة إلى ما هو أكبر منه كالجراحات وشبهها.

ثالثها:

هذا الحديث رواه سعد بن أبي وقاص، خرجه مالك بلاغًا موقوفًا عليه (٢)، وهو ثابت مسند بذكر الأخوين الذين مات أحدهما بعد الآخر (٣)، وذكر فضيلة الأول إلى أن ضرب المثل بالنهر، وزاد فيه: "العذب الغمر"، يريد الحلو الطيب الكثير. ووجه التمثيل أن المرء كما يتدنس بالأقذار المحسوسة والأدران المشاهدة في بدنه وثيابه؛ فيطهره الماء الكثير العذب إذا والى استعماله، وواظب عَلَى الاغتسال منه، فكذلك تطهر الصلاة العبد عن أقذار الذنوب حَتَّى لا تبقى له ذنبًا إلا أسقطته وكفرته، ويكون ذَلِكَ بالوضوء كالصلاة، وإنما يكفر الوضوء الذنوب؛ لأنه يراد به الصلاة، كما طلب بالمراد،


(١) "النهاية في غريب الحديث" ٢/ ١١٥، "لسان العرب" ٣/ ١٣٦٨ - ١٣٦٩، أما الدرن بمعنى الإثم فورد فبه حديث أنس مرفوعًا: "ودرنه إثمه" رواه أبو نعيم في "الحلية" ٢/ ٣٤٤ وقال: حديث غريب … تفرد به داود عن مطر.
(٢) "موطأ مالك" ص ١٢٥. برواية يحيى، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه قال: بإسقاط عن أبيه. وهو خطأ، ويؤيد ما ذكرتُ رواية القعنبي (٣٣٢) فجاء فيها: عن أبيه. وكذا هو في "التمهيد" ٢٤/ ٢١٩.
قلت: أما قول المصنف: موقوفًا، ففيه نظر إنما هو مرفوع.
(٣) وفيه أن أحدهما فاستشهد. ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي.
رواه من حديث طلحة بن عبيد الله ابن ماجه (٣٩٢٥)، وأحمد ١/ ١٦٤، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (٣١٧١). وانظر: "التمهيد" ٢٤/ ٢١٩ وما بعدها.