للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وظل التلول لا يظهر إلا بعد تمكن الفيء واستطالته جدًّا، بخلاف الأشياء المنتصبة التي يظهرظلها سريعًا.

الرابع عشر:

شكوى النار إلى ربها يحتمل أن تكون بلسان الحال، وأن تكون بلسان المقال، عندما يخلق الرب فيها ذَلِكَ، وهو من قسم الجائزات، والقدرة صالحة، واذا خلق لهدهد سليمان ما خلق من العلم والإدراك كما أخبر الجليل جل جلاله في كتابه كان ذَلِكَ جائزًا في غيرها.

قَالَ الله تعالى عنها: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: ٣٠] {أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}، ويقال: إنها والجنة أشجع المخلوقات، وورد أن الجنَّة إذا سألها عبد أمنت عَلَى دعائه (١)، وكذا النَّار، ولا منافاة في الجمع بين الحرِّ والبرد في النار؛ لأن النار عبارة عن جحيم، وفي بعض زواياها نار، وفي أخرى الزمهرير، وقد ورد أن جهنم تقاد بسبعين ألف زمام (٢).

وأنها تخاطب المؤمن بقولها: "جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي" (٣).


(١) روي ذلك عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة .. " الحديث. رواه الترمذي (٢٥٧٢)، والنسائي ٨/ ٢٧٩، وابن ماجه (٤٣٤٠)، وأحمد ٣/ ٢٠٨، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٥٣٤ - ٥٣٥، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال الألباني في "صحيح الترمذي" (٢٠٧٩): صحيح.
(٢) قد ورد من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" الحديث. رواه مسلم (٢٨٤٢) كتاب: الجنة ونعيمها، باب: يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير، والترمذي (٢٥٧٣).
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" ٢٢/ ٢٥٨ - ٢٥٩ (٦٦٨)، وابن عدي في "الكامل" ٨/ =