للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والأطول مجالسة لمن فوقه ممن كان أقل مجالسة، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجهًا أو أكثر حتى يهذبوه من الغلط والزلل، ويضبطوا حروفه ويعدوه عدًّا، فهذا من أفضل نعم الله على هذِه الأمة، فلْيُوزع الله شكر هذِه النعمة.

وقال أبو حاتم الرازي ت ٢٧٧ هـ: لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسول إلا في هذِه الأمة (١).

ويقول عبد الله بن طاهر ت ٢٣٠ هـ: رواية الحديث بلا إسناد من عمل الزمنى، فإن إسناد الحديث كرامة من الله -سبحانه وتعالى- لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (٢).

وقال الشافعي ت ٢٠٤ هـ: مَثَل الذي يطلب العلم بلا حجة- يعني: بلا إسناد- مَثَل حاطب ليل يجمع حزمة حطب فيه أفعى يلدغه وهو لا يدري (٣).

وقال يزيد بن زريع ت ١٨٣ هـ: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.

ويقول عبد الله بن المبارك ت ١٨١ هـ: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (٤).

وعنه أيضًا: مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم.


(١) "فتح المغيث" للسخاوي ٣/ ٣.
(٢) "فتح المغيث" للسخاوي ٣/ ٤.
(٣) "المدخل إلى الصحيح" للحاكم ص ٢، "فتح المغيث" للسخاوي ٣/ ٤.
(٤) مقدمة "صحيح مسلم" باب: بيان أن الإسناد من الدين. "الإلماع إلى معرفة أصول الهداية وتقييد السماع" للقاضي عياض ص ١٩٤، "معرفة علوم الحديث" للحاكم ص ٤٠.