للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي بعض الروايات: حَتَّى إذا كان قريبًا من نصف الليل (١).

وقوله: "عَلَى رسلكم" كسر الراء فيه أفصح من فتحها. أي: تأنوا.

وقوله: "إن من نعمة الله" هو بفتح "إنَّ" وكذا "أنه ليس من أحد".

ثالثها: في أحكامه:

فيه: إباحة تأخير العشاء إذا علم أن بالقوم قوة عَلَى انتظارها ليحصلوا عَلَى فضل الانتظار ثم الصلاة؛ لأن المنتظر للصلاة في صلاة، وقد سلف الخلاف فيه.

قَالَ ابن بطال: وهذا لا يصلح اليوم لأئمتنا؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لما أمر الأئمة بالتخفيف وقال: "إن فيهم الضعيف، والسقيم، وذا الحاجة" (٢) كان ترك التطويل عليهم في انتظارها أولى. قَالَ: وتأخيره إنما كان لأجل الشغل الذي منعه منها، ولم يكن ذَلِكَ من فعله عادة، وقد جاء في بعض طرق هذا الحديث معنى شغله عنها ما كان روى الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قَالَ: جهَّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة جيشًا حَتَّى قرب نصف الليل -أو بلغه- خرج إلينا الحديث (٣).


(١) روى ذلك مسلم من حديث أنس (٦٤٠/ ٢٢٣) كتاب: المساجد، باب: وقت العشاء وتأخيرها.
(٢) سلف من حديث أبي مسعود الأنصاري برقم (٩٠) كتاب: العلم، باب: الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره، ولفظه: "فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة".
(٣) رواه أحمد ٣/ ٣٦٧، وابن أبي شيبة ١/ ٣٥٦ (٤٠٦٩)، وأبو يعلى ٣/ ٤٤٢ (١٩٣٦)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ١٥٧. صححه الألباني في "الصحيحة" (٢٣٦٨).