للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالأذان، فَعْلَّمه، ليس أنه نهاه عن رفع الصوت، ولو نهاه لكان لم يبلغه الحديث يعني: حديث أبي سعيد هذا.

وفي الدارقطني -بإسناد فيه لين- من حديث ابن عباس أنه - عليه السلام - كان له مؤذن مطرب فقال له - عليه السلام -: "الأذان سهل سمح، فإن كان أذانك سهلًا سمحًا وإلا فلا تؤذن" (١).

وأما الحديث فالكلام عليه من أوجه:

أحدها: هذا الحديث أخرجه البخاري أيضًا في ذكر الجن (٢) والتوحيد (٣)، وذكر خلف وتبعه الطرقي أن البخاري أخرجه، عن أبي نعيم، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، قال ابن عساكر: لم أجده ولا ذكره أبو مسعود.

وفي ابن ماجه: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه وزيادة: "ولا شجر ولا حجر" (٤).

قال ابن عساكر: كذا فيه، يعني: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي


(١) "سنن الدارقطني" ١/ ٢٣٩ و ٢/ ٨٦. ورواه أيضًا ابن حبان في "المجروحين" ١/ ١٣٧، وابن الجوزي في "الموضوعات" ٢/ ٣٦٩ - ٣٧٠ (٩٤٥) من طريق إسحاق ابن أبي يحيى الكعبي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا به. قال ابن حبان: ليس لهذا الحديث أصل من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وترجم الحافظ الذهبي في "الميزان" ١/ ٢٠٥ (٨٠٤) لإسحاق بن أبي يحيى، وذكر هذا الحديث وقال: هو من أوابده، والحديث ذكره الشوكاني في "الفوائد" ص ١٦، وقال الألباني في "الضعيفة" (٢١٨٤): ضعيف جدًا.
(٢) سيأتي برقم (٣٢٩٦) كتاب: بدء الخلق.
(٣) وبرقم (٧٥٤٨) باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الماهر بالقرآن مع الكرام البررة".
(٤) ابن ماجه برقم (٧٢٣) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه.