للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم ساقه من حديث قتادة أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ أَن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتجَوَّزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ".

ثم ذكره من حديث قتادة عن أنس أيضًا. والحديث أخرجه مسلم أيضًا (١).

ثم قال البخاري: وقال موسى: ثنا أبان، ثنا قتادة، ثنا أنس مثله.

وطريق موسى هو ابن إسماعيل أخرجها السراج في "مسنده" عن عبيد الله بن جرير بن جبلة عنه، ورواه الترمذي من حديث حميد عن أنس، وقال: حسن صحيح (٢).

إذا تقرر ذلك فالمراد بالتجوز: تقليل القراءة. ففي "صحيح مسلم" كان يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة (٣).

وفي ابن أبي شيبة من حديث ابن سابط أنه - عليه السلام - قرأ في الركعة الأولى بسورة نحوًا من ستين آية، فسمع بكاء صبي فقرأ في الثانية بثلاث آيات (٤).

و (الوجد) بفتح الواو: الحزن. قال صاحب "المطالع": من موجدة أمه، أي: من حبها إياه وحزنها لبكائه. وروي "من وجد أمه": بفتح الجيم. وقال صاحب "المحكم" (٥): وجد الرجل وجدًا ووجدًا كلاهما


(١) "صحيح مسلم" (٤٧٠) كتاب: الصلاة، باب: أمر الإئمة بتخفيف الصلاة.
(٢) "سنن الترمذي" (٣٧٦) كتاب: الصلاة، باب: ما جاء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني لأسمع بكاء الصبي في الصلاة فأخفف.
(٣) مسلم (٤٧٠/ ١٩١).
(٤) "المصنف" ١/ ٤٠٧ (٤٦٨٠) كتاب: الصلوات، باب: التخفيف في الصلاة.
(٥) "المحكم" ٧/ ٣٦٩.